الأثر الخالد للشهيد القائد علي جرجور
سيرة شهيد - درع الجنوب

الأبطال الخالدون بمآثرهم النضالية؛ هم أولئك الذين تركوا علامات كبرى واثراً خالداً في حياة وتاريخ شعوبهم، ولا يمكن للكتابة توثيقاً وتبجيلاً وتمجيداً أن تفيهم حقهم.. ونحن هنا وعن عظيمنا الشهيد القائد علي جرجور، لا نقدم فيما نكتبه عن شخصيته النضالية العسكرية والفدائية الحافلة بالبطولات، سوى اقتباسات مضيئة من حياته الملحمية.
كانت حياة الشهيد علي جرجور كما عرفناه، حالة إشتباك على جبهتين، جبهة المواجهة الملحمية مع العدو، وجبهة الالتحام بالناس و بلغة وسلوك وفعل محرض على المقاومة والفداء والايثار والتحرر اولا وقبل كل شيء من نزعة الذات وانانيتها، إلتحام يترجم من خلاله وبوضوح وشفافية معاني وقيم الشجاعة والبطولة، ويقدم بتواضع صارم مرتكزات الانتماء للثورة – الهدف والمبدأ والثبات والفداء-
الشهيد علي جرجور، كان الوجه الأصيل والمهاب للبندقية التي لم يكن لطلقها وشواظ نارها إتجاه وهدف، سوى العدو ومليشياته وتنظيماته الإرهابية ، كان بطلاً وقائداً كاملاً متكاملاً ، يسبق فعله اقواله، ويسبق بحدسه ويقظته ونباهة حنكته الأحداث والوقائع ، لكنه لا يهاب مخاطرها لأنه ببساطة بطل يتقدم نحو الموت كي يحيا الآخرون من بني شعبه، ولعل هذه الخاصية الفريدة التي لا تتكرر إلا في القلائل من أمثاله، قد اختتمت ماراثون بطولاته في صباح الخامس من نوفمبر 2017 م، عندما تقدم خط الاشتباك واغار كالأسد على العناصر الإرهابية التي هاجمت مبنى البحث الجنائي بالعاصمة عدن، ونال في ذات الفعل الفدائي الاسطوري شرف الشهادة، مؤكداً أن العظماء لا يرحلون الا بصورة مشرفة وفي مشهد لن تتخلى عنه ذاكرة الشعب ووجدانه وضميره.
عاش الشهيد علي جرجور يبحث عن الشهادة طالما ووطننا الجنوب يستحقها وينشدها ، وكانت في الوقت نفسه تبحث عنه الشهادة في إصطفاء لا يناله إلا الذين قال عنهم الله في محكم كتابه «”مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”».
رحم الله الشهيد القائد علي جرجور رحمة الأبرار وإنا على دربه ودرب كل الشهداء سائرون وعلى العهد ماضون.