قراءة تحليلية .. ايهما اصل الآخر "الوحدة" ام الإرهاب !

  تمثل محافظة البيضاء مركز ومحور التخادم القائم بين مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية ، كان الاعتقاد ان تنظيم القاعدة هو المتفرد بهذا التخادم إلا ان الخلية الإرهابية التي اطاحت بها القوات المسلحة الجنوبية في يافع ، اثبتت ان تنظيم داعش بات منافس قوي للتنظيم في التحالف مع الحوثي ، بل كشفت ان الحوثي لعب دوراً في المصالحة بين التنظيمين الإرهابيين الذين شهدا صراعاً بينياً وتصفيات متبادلة.   تلعب مليشيات الحوثي دور الداعم الرئيس للتنظيمات الإرهابية وكذا المعالج النفسي لها، لا سيما بعد الهزيمة الساحقة التي منيت بها هذه التنظيمات الإرهابية في مسرح عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب ، وترتب على ذلك الدعم النفسي واللوجستي معاودة تلك التنظيمات ببقايا فلول عناصرها النشاط المحدود الذي لا يتعدى العبوات الناسفة والهجوم ثم الفرار المهين، كما جرى صباح اليوم في وادي الخيالة بمديرية المحفد .   تعاقدات وتحالفات الحوثي مع التنظيمات الإرهابية ضد الجنوب، تمثل تجديد وتمديد لتحالفات مماثلة بين تلك التنظيمات وقوى نظام صنعاء الأخرى كجماعة الإخوان، بمعنى ان عمر هذه التحالفات ثلاثون عاماً ونيف وهي عمر " الوحدة المقبورة "   لدراسة العلاقة العضوية بين الإرهاب الموجه ضد الجنوب و"الوحدة المشؤومة " من منظور فكر المسبب والنتيجة ، لابد ان نطرح اسئلة البحث الفلسفي الواقعي ، مثلاً أيهما الاصل للآخر الوحدة ام الإرهاب؟   قد نكون في هذا المبحث التأصيلي لمصدر الموت الرهيب الذي يحصدنا شعبا ودولة وثروة منذ ثلاثة قرون ، كفلاسفة اليونان في جدلية كيف بدأة الحياة والكون التي أُختزِلت في مسألة، ايهما خُلق قبل الاخرْ الدجاجة ام البيضة !   لقد اراد فلاسفة اليونان بهذا السؤال المحير الإشارة الى ان البيضة والدجاجة اصل واحد ، كذلك الحال بالنسبة لـ( الوحدة) والإرهاب، فالحديث عن احدهم هو الحديث عن الاخر، وبالتالي فإن فك إرتباط دولة الجنوب عن دولة الشمال يعني الخلاص النهائي من الارهاب .   في سياق متصل بذات الارتباط الدموي ، لا يجد المراقب للحرب على الإرهاب الذي تقوده القوات المسلحة الجنوبية منذ بداية بنائها المعاصر بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، اي رد فعل إيجابي مؤازر من القوى اليمنية المنضوية تحت مظلة الشرعية وفي حكومة المناصفة ، يشارك الجنوب وقواته ولو بالقول يشرف الانتصارات والانجازات التي لاقت إشادات إقليمية ودولية ، او حتى يشاطرها التضحيات الجسام بدئاً بعملية الفيصل بحضرموت وصولاً الى عمليتي ”سهام الشرق“ و”سهام الجنوب“ في كل من محافظتي شبوة وابين.   هذا التحفظ ومحاولات صرف النظر عن الحرب على الإرهاب من قبل تلك القوى والحكومة واعلامها الرسمي ، يندرج ضمن الحافظ على الإرهاب كمتسب وحدوي يمني في الجنوب ، وهو ايضاً ، في نظر تلك القوى احد ادوات القمع والإحباط لكل ما يشجع ويحفز ما اسماها وزير الخارجية السابق عبدالملك المخلافي بالنزعة الانفصالية .