نفاذ الصبر عند الواثق بالنصر 

  بعد سبع سنوات من الحرب عليه كل المؤشرات تقول بأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الاقوى وهو المنتصر من حيث القوة، فهي ماثلة للعيان في القوات المسلحة الجنوبية - جيش وأمن - وفي صلابة الجبهة الداخلية الجنوبية وتلاحمها، اما الانتصار الناجز والكامل لسيادة كل تراب الجنوب من سقطرى الى ميون، فصوت مراجله وضرب تروسه قد بدأت، طالما ثمة اعداء كثر يسعون فرادى ومجتمعين النيل من مكتسبات وتطلعات شعب الجنوب المشروعة.     صباح اليوم، أظهر الجنوب ومن خلال مجلسه الانتقالي وقواته المسلحة والأمن، الجانب الأهم في إستراتيجية ما اخذ بالقوة لن يعود الا بالقوة ، قوة الدفاع الحازم عن الشعب وقضيته على طريق تحقيق كامل أهداف ثورته، بدئا بتحرير ما تبقى من تراب الجنوب، وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية الحديثة، وقوة الاجماع الوطني الجنوبي قيادة وشعب على مواصلة إنفاذ عهد الرجال للرجال وهو عهد يختزل معاني وقيم ومسؤوليات المبدأ و القسم والفداء وما يترتب عليها من نتائج وتضحيات وانتصارات وامجاد.     مشهدان في صورتين، عكسا حقيقة ان الجنوب في موقف الواثق بالنصر، المستنفر مع نفاذ الصبر على تحديات ومخاطر يواجهها هذا الاتجاه من ترابه الوطني، قد لا تفهم هذه الجملة دون ملامسة ما بين سطورها، والتطلع الى الصورتين، الاولى للرئيس القائد عيدروس الزبيدي والى جانبه النواب، اللواء أحمد سعيد بن بريك واللواء فرج سالمين البحسني وعبدالرحمن صالح المحرمي (أبو زرعه), وإلى جانبهم المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الاستاذ علي الكثيري، فيما الصورة الثانية، لإجتماع موسع ترأسه الرئيس القائد عبر الاتصال المرئي، وضم كبار قادة الجيش والأمن الجنوبيين، كرؤساء الهيئات ومدراء الدوائر وقادة المحاور والجبهات والوحدات العسكرية والامنية بمختلف تخصصاتها ووظائفها.     في كلا المشهدين المتكاملين في القوة والرسائل المراد إيصالها، لا شيئ يوحي بأن المعارك اليومية في الجبهات الحدودية، قد اثرت على خارطة مسؤوليات القوات المسلحة الجنوبية التي تشمل كل الجنوب، كما يراهن شركاء الحوثي في الحرب على الجنوب - قوى يمنية واجنحتها الارهابية - وعلى العكس من ذلك بدت ثقة التعامل الاستباقي لمشاريع تلك القوى وجرائما بمستوى ثقة التصدي الباسل للمليشيات الحوثية.     في مستهل الإجتماع العسكري والأمني، وضع الرئيس القائد، القادة أمام مسؤوليتهم التي جاءوا على اعلى الجاهزية للقيام بها وعلى اكمل وجه، وهي المسؤولية والواجب الذي تهيأوا لمثله بذات الحضور والجاهزية والتحفز على طول سنوات الحرب، وكانوا على قدر تحديات تنفيذها ، إنها مسؤولية ومهام الدفاع عن شعبنا الجنوبي، وقضيته الوطنية، وحماية تطلعاته المشروعة، كما جاء على لسان الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في حديثه التوجيهي للقادة "قواتنا المسلحة الجنوبية لن تتهاون في الدفاع عن شعبنا وحماية تطلعاته المشروعة".   أشاد الرئيس القائد، بالروح القتالية العالية التي يتمتع بها منتسبوا القوات المسلحة الجنوبية واليقظة الأمنية في صفوف الوحدات الأمنية والتي أثمرت في استتباب الأمن والاستقرار بالعاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب.   المواجهة الأشد، في معركة الدفاع الوطني عن الجنوب وشعبه، حضرت بكل تفاصيلها وشروط ومقومات حسمها، حيث وقف الاجتماع، أمام تصعيد ميلشيات الحوثي على كافة الجبهات الحدودية، من بيحان الى طور الباحة، وعلى ما أقدمت عليه العناصر الإرهابية التي استهدفت بالرصاص الحي الحشد الجماهيري السلمي الذي خرج في سيئون بوادي حضرموت لإحياء الذكرى الـ 29 ليوم الأرض الجنوبي يوم الجمعة الموافق 7 يوليو أمام مرأى قوات المنطقة العسكرية الأولى، وبناء على ذلك أكد الرئيس الزّبيدي أن حماية شعب الجنوب مسؤولية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية، والمقاومة الجنوبية وأنها ستقوم بواجبها لحماية حضرموت من الإرهاب الذي يستهدفها بالوقت المناسب.