النص الكامل للحوار الذي اجرته قناة الـ BBC مع الرئيس القائد عيدروس الزّبيدي

  أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسية خلال مقابلة أجرتها معه قناة BBC البريطانية، أن قضية الجنوب قضية محورية لن تؤجل أو ترحل وسنعمل على استعادة عضوية الجنوب في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن مشاركة المجلس الانتقالي ضمن مجلس القيادة الرئاسي جاء من أجل هدف واحد وهو مواجهة الحوثي. نص الحوار:   *اللواء عيدروس الزبيدي أهلا بك معنا في برنامج بلا قيود.. كيف تنظر إلى هذا التطور المهم بإعلان قوى وتيارات سياسية واجتماعية وقوى مجتمع مدني في حضرموت عن تأسيس مجلس وطني خاص بالمحافظة التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الجنوب، هل ترون هذا التطور بأنه تحدياً لمشروع المجلس الانتقالي؟ -بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أولاً نشكر قناة بي بي سي على استضافتنا، أما بنسبة لسؤالك هو كما تعلم بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يقود عملية حوار واسعة في جميع محافظات الجنوب ومع جميع التيارات السياسية كانت أحزاب أو منظمات مجتمع مدني أو كيانات أخرى، وقطعنا شوطا لأكثر من سنتين وضمينا أكثر الكيانات في إطار المجلس الانتقالي، وتم التوقيع على ميثاق وطني جنوبي لكل الكيانات، لكن سنلاحظ ونتابع ما يتمخض عنه من لقاء المجلس الوطني الحضرمي في الرياض، ونحن مستعدون ونتبنى فكرة الحوار مع جميع التيارات السياسية الجنوبية.   *هل هناك عنصر مفاجئ في هذا التطور سيدي الرئيس بما أن السعودية هي من تبنّى هذا التحرك؛ لأن الإعلان والاجتماع تم في الرياض؟ -المملكة العربية السعودية تقود العملية السياسية في اليمن بشكل عام وليس حضرموت فقط، نحن لا نقزم دورها في حضرموت فقط؛ لأنها قامت بعاصفة الحزم وتدير الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية إلى هذه اللحظة.   *طموحات المجلس الانتقالي وخططه في هذا التوقيت.. هذا مفترق مهم؛ لأن هنالك وقف لإطلاق النار لا بأس به وهناك تفكير لشكل الدولة اليمنية ولديكم طموحات بالاستقلال وانفصال الجنوب؟ -نحن كمجلس انتقالي جنوبي لدينا قاعدة شعبية واسعة في حضرموت وجميع مديريات ومحافظات الجنوب، لا خوف على المجلس الانتقالي بالنسبة لحضرموت.   *أنت نائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، كيف تنظر إلى هذا الجهاز الذي يراد منه توحيد القرار للمرحلة الحالية في اليمن، وهل هو مجلس يعمل بانسجام وتناغم؟ -مجلس القيادة الرئاسي جاء استجابة للمرحلة التي نعيشها، وقيادة التحالف العربي تقود العملية السياسية في اليمن، ونحن في المجلس الانتقالي الجنوبي نشارك مجلس القيادة بشكل فاعل في كل الجبهات، وهناك قوى وأحزاب فاعلة يجمعنا معهم قالب واحد وهو مجلس القيادة الرئاسي، لمواجهة الحوثي بكافة الجبهات سواء كانت سياسية أو عسكرية أو إنسانية أو اقتصادية.   *المجلس الرئاسي وجد من أجل توحيد القوى اليمنية لكنه يعاني من انشقاقات، ووجود مصالح متضاربة بين أعضائه؟ -الانشقاقات في مجلس القيادة غير واردة، أما التباينات موجودة، ولكن نحن متماسكون في مجلس القيادة الرئاسي ولدينا مشروع واحد لمواجهة الحوثي.   *المحاولات السابقة التي بُذلت لتشكيل إئتلاف قوي لمواجهة الحوثي لم تكلل بنجاح، هل يمكن أن تنكر ذلك؟ -نحن موجودون منذ تأسيس مجلس القيادة ونعمل بروح الفريق الواحد، والمجلس وجد من قبل المجتمع الإقليمي والدولي لأجل العملية السياسية لإيقاف الحرب وإحلال السلام.   *الدعم اللا محدود لرئيس مجلس القيادة رشاد العليمي من قبل السعودية، هل يثير حفيظة الأعضاء الآخرين؟ -هذا ما يسعدنا أن رئيس مجلس القيادة يحظى بدعم كبير من المملكة العربية السعودية أو دول التحالف بشكل عام أو المجتمع الدولي؛ لأنه يعطي قوة كبيرة لجميع أعضاء المجلس، ونحن موجودون في فريق واحد ولم يجبرنا أحد للدخول في هذا المجلس، وسنعمل بانسجام تحت مشروع واحد لمواجهة الحوثي.   *الخلاف الوارد بين المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة يساعد الحوثي؟ -هناك أهداف لمجلس القيادة الرئاسي تختلف عن أهداف المجلس الانتقالي لكن الضرورة والتحالف يتطلب منا أن نسير في برنامج مجلس القيادة الرئاسي. *هناك أصوات في المجلس الانتقالي أثارت انتقادات شديدة بعد تصريحات العليمي بشأن قضية الجنوب ليس ملفاً ملحاً حالياً، بل يجب أن يثار لاحقا بعد التسوية السياسية مع الحوثي، هل لديكم مشكلة مع هذا الطرح؟ -نحن اتفقنا في مجلس القيادة كأعضاء أن قضية الجنوب ستكون حاضرة في المفاوضات ولن تؤجل أو ترحل؛ لأنها قضية محورية ورئيسة، وتم التوافق في مجلس القيادة الرئاسي على إيجاد رؤية وسيتم تكليف فريق مفاوضات بأن تكون الأولوية في هذه المفاوضات لقضية الجنوب.   *الإعلان عن تشكيل المجلس الحضرمي، هل هي خطة يراد بها تحجيم المجلس الانتقالي الجنوبي والضغط عليه؟ -لم نرَ شيئا عن هذا المجلس ولم نطلع على وثائقه وبرنامجه السياسي، ولكن نرحب بالجميع والحوار مفتوح مع كافة المكونات السياسية في الجنوب.   *ماهي رؤية المجلس الانتقالي بشأن حل قضية اليمن بشكل كامل؟ -نحن لنا برنامجنا الخاص ورؤيتنا ستكون ضمن مفاوضات التسوية السياسية الشاملة، وما زلنا متمسكين بأهداف شعبنا الجنوبي، وأن حدث استفتاء بإذن لله، وهذا حق من حقوقنا قانونياً وأممياً وبإشراف الأمم المتحدة، وسأترك هذا الانفتاح للشعب الجنوبي، فهو من يقرر مصيره بنفسه بالبقاء في إطار دولة واحدة، أو دولة اتحادية، أو استعاده الدولة إلى حدود ما قبل عام 1990م.   *معنى هذا أن الذي ستفعلونه لن تتعاملون مع السعودية، وستلجأون للمجتمع الدولي بشأن استقلال الجنوب؟ -الاستقلال حق من حقوقنا ونحن جزء من المجتمع الدولي، ونحن لا ننكر الدور الكبير للمملكة العربية السعودية وقيادتها للملف في المنطقة ونحترم دورها، ولكننا في النهاية سنذهب إلى الأمم المتحدة، ولن نبقى محصورين داخل المنطقة، ولنا الحق في استعادة عضويتنا في الأمم المتحدة.   *هل يمكن أن تقبل بالنظام الفيدرالي أو اللا مركزي أو أي شكل من أشكال الحكم في إطار يمن واحد؟ -نحن لدينا مقعد في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ونسعى إلى تفعيله فقط؛ لأن الاتفاقية التي تمت بين الدولتين في الشمال والجنوب في عام 1990م كانت داخلية والإشراف العربي والأممي غير حاضر.   *معنى هذا سيادة اللواء عيدروس الزبيدي أن كل ما يجري لا ينال رضاكم؟ -بالعكس نحن في المجلس الانتقالي ومجلس القيادة متفقون ولدينا برنامجنا الخاص للعملية السياسية بإشراف إقليمي ودولي، ولدينا إطار تفاوضي كجنوب للعملية السياسية الشاملة.   *سيادة اللواء عيدروس إذا أعلنتم الاستقلال، هل ستلقى تأييدا من الدول الإقليمية منها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؟ -نحن علاقتنا بدول كثيرة في المنطقة وليس فقط مع السعودية والإمارات، نحن كنا دولة لدينا عضوية في الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن ولدينا عملة وعلم بحاجة إلى تفعيلها.   *اليمن تعتبر ضمن الحسابات والمصالح الإقليمية، على من تعول في مطالب الاستقلال؟ -نحن في الجنوب لدينا ثقافة وعادات وتقاليد تنسجم وترتبط بشكل كبير مع دول الجوار والإقليم منها السعودية وعمان، ولدينا مشروع كجنوبيين نطالب فيه منذ عام 94 قبل وجود عاصفة الحزم، وقيام دولة جنوبية يساعد على حل الصراع الإقليمي والمحلي.   *معظم اليمنيين يعانوا من الفساد الذي يوجد في الحكومة؟ -نحن كمجلس انتقالي جزء من الحكومة لا ننكر ذلك ولكن نحن في المجلس ليس لدينا الحقائب الوزارية السيادية والاقتصادية، والحكومة وضعها صعب بعد ضرب الحوثي ميناء النشيمة وتم إيقاف التصدير.   *سيادة اللواء عيدروس الزُبيدي كيف تنظر إلى تقارب العلاقات السعودية الإيرانية، هل سينعكس إيجابا على اليمن؟ -نحن في المجلس مع فتح العلاقات الدبلوماسية وهذا شيء إيجابي بشكل كبير والمسألة تخدم أمن واستقرار المنطقة بشكل عام.