قراءة سريعة في حوار الرئيس القائد مع قناة الـBBC

    أجرت قناة الـBBC البريطانية حلقة خاصة في برنامج ” بلا قيود “ مع الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اثناء زيارته الرسمية للمملكة المتحدة .   لم يكن الحوار تقليدياً ، بقدر ما كان ، وقوفاً على الجنوب الذي نهض على قدمية من بين ركام الحرب التي شنت عليه واسوار التغييب التي احاطته لعقدين ونيف ، وظهر على الساحة الدولية كلاعب يمتلك شخصية فريدة ، بقيادة قائد عصامي إستطاع ان يلم ما اسفرته عقود الشتات والتشريد والتمزيق ، ويقود الجنوب بعظمة قضيته السياسية ووحدة جبهته الداخلية الى المسافة التي ليس لأعداء الجنوب قدرة لإعادتها الى نقطة الصفر، بدا ذلك جلياً من خلال مقدمة المذيع المحاور التي استهلها بالتعريف بضيفه واصفاً إياه بالقيادي السياسي والعسكري البارز في المشهد اليمني.   إختار المذيع المحاور ، الآسلوب الإستدارجي لأسئلة حاول فيها وبإحترافية، في بداية الحلقة جس نبض، او البحث عن  مخاوف لدى المجلس الانتقالي الجنوبي من المستجدات والتطورات الراهنة على الساحة، لا سيما في محافظة حضرموت، وكذا اختبار مستوى ثقة المجلس بدول التحالف العربي وتحديداً المملكة العربية السعودية ، غير ان المنهجية الموضوعية والصادقة التي يتحلى بها الرئيس القائد في كل خطاباته وحواراته الصحفية ، قد فوتت ككل مرة على المرهفين للسمع والمتربصين بالعلاقة التحالفية المتينة بين الجنوب والمملكة العربية السعودية ، كما اطاحت إجابات الرئيس ذات الصلة بحضرموت بكل الاجندات التي تريد القوى المعادية تمريرها في حضرموت ، حينما قال ان شعبية الانتقالي في حضرموت كبيرة .   قال للمذيع المحاور : سأضعك في صورة عن حضرموت ، ويبدو ان الرئيس كان يريد تقديم حضرموت كما عودنا في كل خطاباته ، بوصفها روح الجنوب وعمقه الحضاري ورائدة نضالاته على مر التاريخ ، وقوله إن مجلس حضرموت سيكون احد المكونات الجنوبية التي سنخوض معها الحوار الجنوبي المفتوح .   المتربصون ، يدركون ان قناة الـBBC دأبت على طرق مواضيع حساسة تتعلق بالمملكة العربية السعودية ، وضنوا ان الرئيس القائد قد ينساق الى ما  يشتغلون عليه ليل نهار ، وهو ضرب العلاقة المتينة بين المجلس الانتقالي والمملكة  ، وتعزيز ما يروج له الإخوان والحوثيين عن  صراع بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على الجنوب ، غير ان الرئيس القائد اخذهم في اجابته الى الواقع لا الخيال ، عندما قال ان المملكة العربية السعودية هي من تقود العملية السياسية في حضرموت وغيرها .   وفي المجمل ، هناك عدة نقاط ميزت حديث الرئيس القائد لقناة الـBBC عن جميع مقابلاته السابقة في وسائل الإعلام العربية والدولية ، نجد لزاماً علينا ان نسلط الضوء عليها من خلال متبابعتنا للحوار الذي إستغرق عشرين دقيقة ومحاولتنا إستشراف معانيه ودلالاته ورسائله وما بين السطور .  
  • بدأ الرئيس القائد اكثر ارتياحاً وزهوًا ، وإيماناً وثقة بالمستقبل في ذات  الحوار التلفزيوني وعلى عكس رهانات الأعداء، رغم ان كثير من الاسئلة التي وجهت له ، كانت مكرسة لإختبار هذه الثقة امام وقائع ومستجدات قد يراها البعض مقلقة الى حد الارتباك ، وتجلت ثقة الرئيس في إجاباته ، وفي لغة الجسد ايضاً ،  وربما ان المتابع لحلقة الحوار يلاحظ فيها ، اندهاش المذيع المحاور رغم انتمائه لاعرق المؤسسات الإعلامية الدولية ويعد من اكفأ المحاورين فيها.
 
  • تأكيده على الثوابت الوطنية الجنوبية والعلاقة المتينة مع دول التحالف العربي .
  -  تأكيده على استقلال القرار السياسي الجنوبي وذلك في قوله  " لم يجبرنا احد على الدخول في مجلس القيادة  الرئاسي وتأكيده في الوقت نفسه على تماسك المجلس وانسجامه .  
  • تأكيده على قيمة وأهمية  الحوار الجنوبي وإستمراره وليس هذا فحسب ، بل ان سيادته قطع الطريق على المتربصين بالجنوب ووحدة صفه بالقول : مجلس حضرموت سيكون احد المكونات الجنوبية التي سنخوض معها الحوار الجنوبي المفتوح .