طور جديد من الردع الموجع

  نجحت المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية في تحطيم ما تم تضخيمه عن الحوثي في الشمال ، وتدمير الأصنام الوهمية التي شيّدها الحوثي في قلوب القوى والنخب الشمالية المهزومة بتقاطع مشاريعها مع المشروع اليمني الذي تدعيه ،وتسخره لصالح الحوثي ضد الجنوب ومشروعه الوطني التحرري ؛ بل تجاوزت مقاومتنا وقواتنا المسلحة ذلك نحو تغيير قواعد الاشتباك وبناء معادلة ردع جديدة فيها قدر كبير من التفوق، لا سيما في خطوط التماس والمواجهة وعلى كافة الجبهات والاتجاهات الاستراتيجية لمعركتنا الوطنية الجنوبية والقومية العربية ضد مشروع إيراني ادواته يمنية إرهابية حوثية .   في سياق المواجهة وفي حالتي الدفاع والهجوم ، لم تحقق المليشيات الحوثية في الحالة الاولى واقعة إختراق او تقدم على مدى سنوات الحرب التي دخلت عامها التاسع ، بقدر ما تكبدت من خسائر وإستنزاف مادي وبشري كبير ، وفي حالة الهجوم الذي حافظت قواتنا المسلحة الجنوبية بمختلف تشكيلاتها ووظيفتها على إستمراريته منذ عام 2015م وحتى إلتزامها من طرف واحد بالمبادرات الاممية التي كان آخرها وقف إطلاق   ، تحققت إنجازات وانتصارات فارقة في كل الجبهات، منها جبهات الساحل الغربي وفي عملية ”إعصار الجنوب“  التي تكللت وعلى يد قوات العمالقة الجنوبية بتحرير مديريات بيحان محافظة شبوة من المليشيات الحوثية وطردها من مديرية حريب بمحافظة مأرب في غضون 24 يوماً .   حيث قدمت عملية إعصار الجنوب التي اطلقها نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قائد الوية العمالقة الجنوبية العميد عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي في صبيحة يوم السبت الاول من يناير 2022،  ومع دخول قوات دفاع شبوة في مسرح العمليات الامنية والعسكري ، ادلة دامغة على قوة معادلة الردع التي تمتلكها قواتنا المسلحة الجنوبية ، وعكست أيضاً ، تقديراً عالياً لمستوى الإحترافية العسكرية القتالية التي تتميز بها الوية العمالقة الجنوبية خلال معاركها ضد مليشيا الحوثي الإرهابية.   ومن جملة النتائج التي تحققت في ذات العملية، كان تحديث حقيقة ضعف المليشيات الحوثية امام معادلة الردع لقواتنا التي تقوم على إستراتيجية تمتلك قدراتها وإمكانياتها كل جبهاتنا الحدودية، وقواتنا على اختلاف مهامها ونطاق إنتشارها وفي طليعتها قوات دفاع شبوة التي نجحت منذو توليها مهامها العسكرية والأمنية إثبات نفسها كقوة ضاربة في مكافحة الإرهاب وتنظيماته ومشروعه الإيراني ومليشياته.   وتلخيصاً لما سبق فدروس الدفاع الوطني والحرب على الإرهاب بمختلف أشكاله ، دائماً ما تأخذ على محمل الجد، أن العدو المشدود بالخرافة والغارق في الفكر المنحرف إرهاباً ودموية ، لا يفهم إلاّ لغة القوة، ولا يردعه شيء عن جرائمه إلاّ قوة ردع مضادة، ومتجاوز في وقعه وأثره .