اعترف بتبنيه هجوم بطائرة مسيرة .. تنظيم القاعدة يكشف مجدداً عن مصادر تسليحه

  حتى في ذروة قوة التنظيمين الإرهابيين القاعدة وداعش ، في كل من العراق وسوريا ، لم يكن سلاح الطيران المسير قيد الاستخدام او ضمن قدراتهما الهجومية ، سيطرا على مدن كالموصل بالعراق ومعسكرات، بل وحقول نفط لكن عجزا عن ضم السلاح المسير ضمن وسائل جرائمهما الارهابية .   وعلى العكس من ذلك، وبصورة تكشف بجلاء ، عن ابعادها وخفاياها، أعلن تنظيم القاعدة اليمني المنهك بهزائم قاسية على يد القوات المسلحة الجنوبية وتدمير بنيته التحتية وطرده من معسكراته ومعاقله الرئيسية وقتل المئات من عناصره في عمليتي ”سهام الشرق“ و ”سهام الجنوب“  وقبلها عمليتي ”الفيصل “ و ”الجبال السود“  بحضرموت الساحل ،عن تبنيه هجوم بطائرة مسيّرة، استهدف موقعاً لقوات دفاع شبوة في منطقة المصينعة،  الثلاثاء الماضي.   الواقع على الارض وكما اسلفنا ، يثبت ان لدى التنظيم مصدر تسليح من حلفائه في الحرب على الجنوب، او انه لم يعد قادرا على اداء وضيفته التي أُنشئ من اجلها منذ ربع قرن ونيف ، ليقتصر مهامه الوضيفي كأداة تتبنى ما ينفذه حلفائه وعلى رأسهم الحوثي والاخوان .   واقع التنظيم لا يتيح له التحرك العملياتي ولو بالمستوى الادنى الذي يمكنه من ترتيب اجزاء وبقايا فلوله في منطقة تجميع ما ، عدا التي ضَمٍنها في مناطق سيطرة الحوثي المحاذية للحدود الجنوبية بشبوة وابين ، وتلك المتوفرة له على الدوام في نطاق سيطرة المنطقة العسكرية الاولى بوادي وصحراء حضرموت.   كما ان خسرائر التنظيم،  مادياً وبشرياً، بلغت حد إستحالة إيجاد مساحة مناورة و تخف آمن لعناصره..  فكيف له ان يستعيد اوراقه ويقفز بهذه السرعة الى اعلان إمتلاكه السلاح المسير ؟!   ثمة اطراف وجهات معادية ترى في الإرهاب سلاحاً امضى لخلط الاوراق في الجنوب و تحرص على اعادت بقاء عناصره الى حالتها السابقة لعمليتي ”سهام الشرق“  و ”سهام الجنوب“ ، ورفدها بمتطلبات العودة التي لن تحدث ..   الاجابة على هذا السؤال بكل تأكيد ، مقلقة لتلك الاطراف التي تسعى جاهدة للتأثير على استراتيجية الحرب على الارهاب في الجنوب، من خلال علاقتها التاريخية مع تنظيم القاعدة الإرهابي  الذي شاركها في الميدان القتالي محاولة إجتياح الجنوب في أغسطس 2019 م وتخادم معها إنطلاقاً من وحدة فكرها الحربي معه وعقيدتها الارهابية الثأرية من الجنوب وقواته المسلحة وقوات التحالف العربي وذلك على خلفية الهزائم التي منيت بها منذ 2015 م وحتى اليوم وخسرت بموجبها نفوذها ووجودها في الجنوب .   سواء امتلك تنظيم القاعدة الارهابي الطيران المسير او تملكها عبر غرفة عمليات تربطه بالمليشيات الحوثية والإخوانية على اساس وحدة السلاح من وحدة الهدف ، فإن التطور يتعدى بمهدداته ومخاطره الجنوب الى ما دونه على مستوى المنطقة والعالم ، تطور جد خطير، قد  يتوسع بجرائمه في اي لحظة ، وهو ما يتطلب سرعة تحديث وتطوير الحرب الدولية على الارهاب في اليمن على اسس التكامل والجد والشمول ، دون إنتقاء لهذا الخطر الارهابي من ذاك ، لتكون حرباً على الإرهاب ، المادي والبشري ومصادر تسليحه، وروافده الفكرية والمالية ومظلات إيوائه وغرف تحريكه والتحكم به، من قبل تنظيمات سياسية دينية راديكالية متطرفة يمثل نشاطها وفكرها البيئة التي نبتت فيه التنظيمات الإرهابية  ونمت وترعرعت ومازالت تربة جذورها الخصبة.