المجلس الانتقالي روح التلاحم الجنوبي وعموده ومظلة إصطفافه

  أثبت المجلس الانتقالي مجدداً ، انه الكيان الجامع لكل الطيف الجنوبي ، القادر على اتخاذ القرارات المصيرية والمبادرات السياسية والاستراتيجية ، اثبت ، انه روح الوحدة الوطنية الجنوبية وعمود إصطفافها، في إحتضانه التنوع والتعدد والإعتراف بالآخر, والإيمان بحق الجميع في الشراكة والمواطنة المتساوية والعدالة التي تحمي كل حق ، وتعمل على جعل ماهو مختلف مؤتلف اليوم وفي ختام الحدث التاريخي غير المسبوق في الجنوب اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي رأيناه وهو يحتضن بقوام المشاركين للقاء كل الوطن الجنوب جغرافياً وشعب.   اللقاء التشاوري الذي يشكل في نتائجه الختامية ومقرراته إنتصاراً ضافراً لشعب الجنوب ، خرج بإستراتيجية متكاملة تؤسس بموجبها مرحلة من الشراكة في ادارة المرحلة الراهنة ومشروع اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية ومبادئ وضوابط لميثاق شرف وطني جنوبي .   هذا اللقاء التشاوري الذي تعلقت عليه آمال شعب الجنوب ، عكس جنوب قوي بتلاحم شعبه وقواه ، وجسد بحق، الرغبة الحقيقية لشعبنا الجنوبي العظيم من باب المندب غرباً حتى المهرة شرقاً، في استكمال مشروعه الوطني المتمثل في استعادة وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية بحدودها المتعارف عليها دوليا.   وفي حقيقة الامر يعد هذا الانجاز الجنوبي الفارق ثمرة من ثمار المجلس الانتقالي الجنوبي الذي حرص منذ إنشائه في مايو 2017 م على إعتماد الحوار مبدأ ومنهجاً ووسيلة نضالية وحضارية، لتسوية التباينات وتجسيد وتعزيز وحدة الصف والتلاحم الوطني الجنوبي و الشراكة والديمقراطية ، حوار كالذي رأينا اول بواكيره ، بشفافية ووضوح ومصداقية وجرأة وحس وطني بالمسؤولية   كسب المجلس الانتقالي هذ الالتفاف الشعبي والسياسي على مستوى المكونات والنخب والاحزاب الجنوبية وكل الفعاليات والشرائح الوطنية الدينية والاكاديمية والقبلية والشبابية والنسوية ، بالمصداقية والشفافية والروح المبادرة الوثابة على الثوابت والهيئات الوطنية الجنوبية العليا، والتعبير العملي عن هموم وتطلعات شعبنا وتحويل نبض مشاعره وتطلعاته الى محطات من الانجازات.   ولهذا لم يكن مستغرباً ان تعلن مكونات الحراك الجنوبي بوعي واخلاص وتغليباً للمصلحة الجنوبية العليا وفي سبيل تعزيز وحدة الصف الجنوبي، انضمامها الى المجلس الإنتقالي الجنوبي بإعتباره الكياني السياسي الجامع لكل مكونات الطيف الجنوبي ، فكل المكونات تدرك يقيناً ان غاية وحدة الصف الجنوبي لن تكون الا من خلال المجلس الانتقالي وتحت مظلته ولوائه ، ليس فقط انه المفوض من قبل الشعب، بل لأنه تأسس على هذا المبدأ واتخذه منهجاً وهدف ، وكونه ايضاً ، يمثل إرادة الشعب ذاته وهو في الوقت نفسه ديناميته في الداخل والخارج وسيفه البتار الذي يواجه به اعداء وخصوم قضيته من قوى ومليشيات الاحتلال .