زيارة الرئيس الزبيدي إلى روسيا تحييء آمال استعادة دولة الجنوب

  أحيت الزيارة المهمة التي يجريها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى روسيا آمال الجنوبيين نحو تحقيق مزيد من المكاسب التي تعود بالنفع على مسار قضية الشعب العادلة ومساعيه نحو استعادة دولته، ونجح الجنوب العربي في تحقيق العديد من المكاسب على مدار الفترات الماضية، غير أن الحضور الدولي الفعال هو أحد المكاسب التي أنعشت آمال استعادة الدولة.   ويعد تواصل الجنوب الدبلوماسي مع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، بما في ذلك مع دولة بحجم وثقل روسيا على الساحة الدولية، أمر بالغ الأهمية كونه يعزز حضور الجنوب بشكل كبير، لاسيما أن روسيا تعتبر واحدة من أكثر الدول تفهماً لواقع قضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته، والقيادة الجنوبية تبدي انفتاحاً على التواصل مع القوى الدولية، وتحرص دوماً على نقل واقع قضية الشعب العادلة للتعبير عنها بشكل جدي وفعال في مسارات الحل السياسي، بما يقود في نهاية المطاف إلى تحقيق حلم استعادة الدولة.*   ويلفت الأنظار في العمل الوطني والنضالي في الجنوب أن القيادة السياسية لم تغفل أي محور من المحاور، بمعنى حرصها الدائم على غرس أطر السلام والاستقرار بالإضافة إلى الالتزام بدور فعال في مكافحة الإرهاب، مع العناية في الوقت نفسه بمجالات العمل السياسي عبر تعزيز الحضور على الساحتين الإقليمية والدولية، وكل هذه الملفات التي يعمل عليها المجلس الانتقالي ويوليها اهتماماً كبير ينصب في إطار مسار استعادة الدولة باعتباره الحلم الأكبر والغاية الأبرز التي يتطلع إليها الجنوبيون.   وتتمثل أحد أبرز النجاحات التي تمكن الجنوب من تحقيقها تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، هو تعزيز الحضور على الساحتين الإقليمية والدولية بفضل رؤية قيادته الحكيمة ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي، الذي رسخ حضوراً جنوبياً متميزاً على كل الأصعدة والمستويات، وذلك بفضل رؤية حكيمة راعت العمل على تحقيق السلام والاستقرار من جانب، مع الالتزام في الوقت نفسه ببذل جهود ملهمة في دحر الإرهاب.   نجاحات الجنوب تكللت في الحضور الدولي للمجلس الانتقالي، وتمثلت أيضاً في زيارة الرئيس الزبيدي لروسيا، والتي تأتي في سياق الحضور الدولي للجنوب من جانب، بالإضافة إلى الاهتمام الدولي بقضية شعب الجنوب، وهذا الأمر أكده المقدم محمد النقيب المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية، الذي قال إن الجنوب وقضيته باتا محور اهتمام دول التأثير العالمي بفعل النجاحات التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وفي معرض تعليقه على زيارة الرئيس الزبيدي لروسيا، أشار النقيب إلى أن هذه الزيارة تمثل فاتحة لجولة من الزيارات ولعدد من الدول الفاعلة والمؤثرة في صناعة القرار الدولي.   الجولات المكوكية الخارجية التي تجريها وتنخرط فيها القيادة الجنوبية على هذا النحو، هي انعكاس وأضح لحضور قضية شعب الجنوب، التي لم يعد مقبولاً ولا جائزاً أن يتم تهميشها من مسارات الحل السياسي، باعتبار أن حضور الجنوب ومراعاة قضية شعبه وحقه في استعادة دولته جزءً من منظومة الاستقرار العالمي، وحضور الجنوب على هذا النحو يمثل كذلك ضربة مدوية وصفعة موجعة لقوى صنعاء الإرهابية التي لعبت طويلاً على محاولة تهميش حضور الجنوب على الساحة الإقليمية والدولية، وسعت لإخراجه من معادلة الحل السياسي، كجزء من مخطط شامل لاحتلاله والسطو على مقدراته، ومع كل حضور سياسي للجنوب على الساحة فإن قوى صنعاء الإرهابية تسعى دائماً لاستهداف الجنوب ومحاولة تقويض حضوره بشكل مباشر، وتلجأ في الكثير من الحالات لإشهار أذرع إرهابها الغاشم في استهداف الجنوب.   كما تمثل زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي، إلى روسيا وبدعوة من الحكومة الروسية، أهمية إستراتيجية بالنسبة للجنوب لا سيما وإن توقيتها يأتي في خضم حراك أقليمي ودولي يدفع بعملية سلام شاملة في الجنوب واليمن، كما إنها تأتي ضمن ترتيبات مسبقة لزيارات قادمة تشمل الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، ويبدو أن الدول المؤثرة في صناعة القرار منها دائمة العضوية في مجلس الأمن باتت على يقين بإن لشعب الجنوب العربي قضية عادلة تستحق الإصغاء لشرعيتها ومشروعيتها، ولا يوجد مشروع دولة في هذا المحيط الجغرافي إلا بعودة دولة الجنوب.   رسالة الرئيس القائد والوفد المرافق له لموسكو وبعدها واشنطن ولندن وبكين وغيرها، إن معركتنا هي من اجل السلام الحقيقي الدائم الذي لا يستقيم أبداً إلا بشروط إرادة شعب الجنوب التي لاتنكسر أو تقهر، وأهداف ثورته التحررية الحضارية وعلى راسها الاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة، بهذا السلام فقط سيزول العنف وسينتهي الإرهاب وقواه الداعمة ومليشياته الولادة لعناصره وخلاياه، والأصدقاء لديهم من القرائن الدالة على أن الحرب في اليمن هي في الأساس على الجنوب، وإن الإرهاب كان ومايزال أداة سياسية دموية تناوبت قوى نظام صنعاء على إدارتها في الجنوب لكبح الثورة الجنوبية وترهيبها.   لدى الأشقاء والأصدقاء وعقب المتغيرات التي طرأت مؤخراً على الساحة الدولية، قناعة بأن على الجنوب ممثلاً بمجلسه الانتقالي اللحاق بالركب الدبلوماسي على الصعيدين الإقليمي والدولي وحجز موقعاً متقدماً، بحيث يجعل من حضوره وفاعليته الدبلوماسية سباقاً للتحركات اليمنية التي لا تريد للحرب نهاية ولا للسلام بداية بقدر إصرارها على إعادة عجلة التاريخ في الجنوب إلى نقطة تمكنها من إستنساخ إحتلاله وهو الطموح المستحيل حدوثه في منظور المجتمع الدولي ووفقاً للمعادلة العسكرية على الأرض.   ومن المتوقع أن يجري الرئيس الزبيدي في موسكو، مباحثات مع مسؤولين في حكومة روسيا الاتحادية، تشمل مجمل القضايا المتعلقة بالجنوب وقضية شعبه والمنطقة بشكل عام، وستجري المباحثات على أرضية ذات خلفيات ومصادر قوة لعل أبرزها الإرث التاريخي الذي تكتسبه العلاقة والشراكة الروسية الجنوبية وتجددها بوتيرة شهدت مؤخراً تطورات نوعية تتسم بالاستراتيجية.   وعلى هذا الصعيد، أكد سياسيون جنوبيون أن زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو تحمل إبعاداً سياسية وعسكرية ودبلوماسية تصب في صالح قضية الجنوب العادلة، وقال السياسيون أن: أهمية الزيارات السابقة للرئيس الزبيدي إلى روسيا تختلف عن الآن، لكون الرئيس الزبيدي يزور روسيا اليوم وهو يمتلك صفة شرعية ممثلة بالمجلس الرئاسي، ما يعني أن التخاطب سيكون ذات طابع رسمي بحت، وأضافوا: تثبت الأحداث الجارية والماضية مدى عمق العلاقات الجنوبية الروسية، والتي تأتي نتاج حنكة سياسية من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وتابعوا: هدف تعزيز العلاقات الجنوبية الروسية تعميق العلاقات بين البلدين الممتدة منذ قرون، مؤكدين أن الزيارة ترسخ دعائم العلاقات الجنوبية الروسية التاريخية، وأشاروا إلى أن هدف زيارة الرئيس الزبيدي إلى موسكو بحث عدة ملفات تخص أمن واستقرار الجنوب خاصة والمنطقة عامة، مستطردين بإن النجاحات الأمنية والعسكرية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية على كافة المستويات لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، كانت أحد الأسباب المهمة في وصول القضية الجنوبية إلى ما وصلت إليه اليوم من مكانة مهمة على المستوى العالمي، وما الزيارات الدولية التي سيجريها الزبيدي بدءً من روسيا وانتهاءً بدول أخرى إلا خير برهان على ذلك.   ونوهوا بأن: زيارة الرئيس لموسكو تمثل تطوراً مهماً في علاقة المجلس الانتقالي والرئيس الزبيدي شخصياً مع القوى المؤثرة على الساحة الدولية والعالمية، واكملوا: الزيارات الدولية التي سيجريها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بدءً من روسيا مروراً بدول عالمية تتطلب من كافة القوى الجنوبية رص الصفوف والاستعداد للمرحلة المهمة القادمة للوصول إلى هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وأكدوا أن العلاقات الجنوبية الروسية تعتبر وطيدة منذ فجر التاريخ، وهي علاقات تاريخية ومتينة وشهدت قفزات نوعية لا سيما في الفترات الأخيرة، لأفتين إلى أن الشراكة بين الجنوب وروسيا تعد شراكة استراتيجية قائمة على الندية والاحترام المتبادل ومبنية على جذور تاريخية عميقة تجمع البلدين، كما تبرهن الزيارة النهج الذي خطه المجلس الانتقالي الجنوبي منذ الوهلة الأولى والمتمثل في دعم أمن واستقرار المنطقة، وتطلعوا بأن قضية شعب الجنوب ستكون حاضرة بقوة خلال زيارة الرئيس الزبيدي إلى موسكو الروسية.   وألمح نشطاء وسياسيوا الجنوب بأن: المجلس الانتقالي الجنوبي يخوض معارك متعددة بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي للإنتصار للجنوب ويواصل بوتيرة عالية ومتصاعدة حمل قضية شعب الجنوب إلى طاولات صناع القرار العالمي، محققاً بذلك نجاحات غير مسبوقة في مسار الانتصار للجنوب وقضية شعبه العادلة، مؤكدين أن هناك حرص شديد من المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزبيدي لتحقيق السلام الشامل في الجنوب واليمن، وما زيارة الرئيس لروسيا إلا خير دليل، كما أنه مما لا شك فيه أن الحضور الروسي في الأزمة بالجنوب واليمن سيثير غضب وجنون الأعداء المناهضين لمشروعية وعدالة قضية شعب الجنوب العربي.