العميد الوالي : 14 أكتوبر ذكرى الثورة وتاريخ مجيد

تحل علينا الذكرى التاسعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، ذكرى انطلاق أول شرارة من جبال ردفان الشماء ضد المحتل الغازي (الاستعمار البريطاني) ، ونستذكر تضحيات آبائنا وما سطروه من ملاحم بطولية، ونستلخص منها الدورس والعبر، ونستلهم معاني النضال والفداء، لتوقد في نفوسنا الحماس الثوري التحرري في مجابهة الغزاة والمستعمرين في وقتنا الراهن.
كما أننا نستحضر اللحظات التاريخية لإشعال شرارة ثورة أكتوبر التي خاض غمارها كوكبة من مناضلين الجنوب وثواره الشرفاء، والذين صنعوا ملحمة تاريخية خلدها التاريخ في أنصع صفحاته بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزه الذي ارتقى أول شهيد، ورسم بدمه الطاهر خارطة المعارك التي تكللت بالتحرير والاستقلال وخروج آخر جندي بريطاني من عدن في الثلاثين من نوفمبر عام 67م.
وبهذه المناسبة العظيمة يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني القلبية إلى القيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية والأمن، وإلى شعبنا العظيم التواق للحرية والاستقلال، الرافض للظلم والطغيان، والمتطلع للسلام والاستقرار، ونبارك لهم الانتصارات السياسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي وكذا العسكرية التي حققها أبطال قواتنا المسلحة على المليشيات الحوثية والجماعات الارهابية.
وبمناسبة أكتوبر في ذكراه التاسع والخمسين نحيي صمود وثبات قواتنا الباسلة في كافة المواقع والجبهات، والذين يقدمون أرواحهم فداءا في الدفاع عن العقيدة، والوطن؛ فبكم يا أبطال قواتنا قد أعدنا رسم خارطة الوطن، وبدمائكم وجهودكم ورباطكم في سبيل الله، قضينا على المد الرافضي الفارسي في المنطقة، وبالصبر على المشقات والآلام، حققنا الكثير مما كنا نسعى إليه.
تمرُّ علينا هذه الذكرى وأبطال قواتنا في عدن ولحج وأبين والضالع، ويافع، والصبيحة وشبوة، وفي كل أراض الجنوب؛ ثابتون صامدون رغم الصعاب التي تعترض طريقهم، حيث سحقوا براثين الإرهاب وكسروا شوكته، وحولوا أحلام الإرهابيين إلى سراب، فوديان وجبال أبين وشبوة وحضرموت شاهدة على شجاعة وبسالة أبطالنا الأشاوس، وقد تمكنوا من الوصول إلى أوكار الإرهاب كأول قوة تدخل إلى المعاقل الرئيسية للتنظيمات الإرهابية، في الوقت الذي عجز نظام صالح بألويته ومعداته، أن يدخلها – في عز قوته – ليثبتوا للجميع أن أبناء الأرض غيورين على أرضهم، ولن يسمحوا أن تدنس أو تكون حاضنة لقوى الإرهاب والتطرف.
وأجدها هنا فرصة لأدعو بقلب صادق أبناء الجنوب في شتى البقاع، أن يبذلوا مزيداً من التقارب والتوحد على كلمة سواء تجمعهم تحت مظلة الجنوب وطننا الواحد بجباله وسواحله وسهوله، الذي من المفترض أن لا نختلف عليه، فوطننا لنا وبنا جميعا سينهض وينفض غبار السنين العجاف، وخيراته وكنوزه لازالت في بطنه، فالمستقبل أمامكم ووطنكم واعد، سيدر عليكم ولن يبخل.
في الختام أتقدم بجزيل الشكر للأشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة على دعمهم السخي للمقاومة، وقدكان لهم الفضل- بعد الله عزوجل- في قطع يد إيران في المنطقة (جماعةالحوثي) وطردهم من أرض الجنوب، كما نطالبهم إلى الاستمرار في تقديم الدعم للقضاء على هذه المليشيات التي تحاول مجددا غزو الجنوب وتقوم بحشد قواتها على طول حدود وطننا الجنوبي.
المجد لله ثم الوطن
الرحمة لشهدائنا الأبرار
الشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين وإنها لثورة حتى النصر.
عميد/
محسن عبدالله الوالي
القائد العام لقوات الحزام الأمني