دور القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب والإسهام في حفظ أمن واستقرار المنطقة

درع الجنوب/ تقرير خاص

أثبتت القوات المسلحة الجنوبية المعاصرة جدارتها وكفاءتها المهنية العالية في تحرير الارض والذود عنها و مكافحة الإرهاب وأدت رسالتها العسكرية والأمنية بدقة عالية محققة انتصارات ونجاحات نوعية ومتواصلة أقر بها العدو قبل الصديق وأكسبها مكانة مرموقة في عقول وافئدة وضمائر كل مواطن جنوبي، وبالقدر ذاته كانت هيبتها ومكانتها تثير الرعب في نفوس الاعداء وجحافل قوى الإرهاب ومافيات الجريمة المنظمة.  
  • مصادر لا تنضب للنجاح:-
  النجاحات التي حققتها قواتنا المسلحة ليست وليدة لحظتها ولم تأتي من فراغ بل اشترطتها وحتمتها جملة من العوامل والشروط الموضوعية ومن أبرزها انها من حيث مكونها الاجتماعي والفكري والعقيدة تمثل التجسيد الواقعي الحي لمجمل عناصر وشروط ومكونات النسيج الاجتماعي والارث التاريخي العسكري الجنوبي والبيئة الوطنية النضالية و الثورية التحررية التي تخلقت فيها ومن خلالها التشكيلات المعاصرة للقوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي   انها تمثل الامتداد التاريخي والمهني والعضوي لجيش الجنوب السابق الذي كان وباعتراف الجميع وتوثيق المؤسسات ومراكز الدراسات والبحوث العسكرية العربية والأجنبية واحداً من اقوى جيوش المنطقة واكثرها كفاءة في تسليحه وتنظيمه وتدريبة وتأهيله وانضباطه الواعي وانتمائه الوطني . تعتبر التشكيلات العسكرية الجنوبية المعاصرة وليدة الثورة الجنوبية التحررية التي ترعرع منتسبوها في أتون النضال الثوري السلمي الذي تتلمذ في ساحته ومدرسته النضالية جيلاً وطني متسلح بالوعي وبالثقافة التحررية ..جيلا تميز بوحدته الوطنية وولائه الوطني الجنوبي والايثار والاستعداد التام للتضحية في سبيل استعادة الحق والدولة الجنوبية والتحرر من العبودية والاستعمار الداخلي . حينما نتحدث عن الجيش الجنوبي الحالي بمكوناته وتشكيلاته المختلفة مسمياتها, لابد من الاخذ بعين الاعتبار بان مكونه الاجتماعي والقتالي يمثل مزيجاً صلباً يجمع بين الرعيل الاول من القادة وضباط وصف ضباط وافراد من جيش الجنوبي القديم ومن قطاعات شباب الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية الذين تتلمذوا وترعرعوا في ساحات النضال الثوري بوسائله السلمية والعسكرية. هذا المزيج النوعي والفريد الذي يربط بين الأجيال.. بين المعلم والطالب , تعرض لعملية أعادة الصهر والتشكيل والتنظيم والتعبئة القتالية في صفوف المقاومة الجنوبية المسلحة, التي اسسها الرئيس عيدروس الزبيدي وتجلت أبرز عوامل قوتها وتماسكها وصمودها وانتصاراتها الميدانية المتلاحقة من خلال الوحدة والتفاعل المهني بين العلوم والفنون والخبرات العسكرية والقتالية التي تمثلها العناصر العسكرية القديمة وبين الروح الثورية الوثابة والفداء والتضحية والطاقة الإبداعية الخلاقة للشباب. في مواجهة الإرهاب:- منذ اليوم الأول لانتصار الشعب الجنوبي والمقاومة الجنوبية المسلحة في تحرير الضالع وعدن واستمرارها في عملية تطهير وتحرير بقية ارض الجنوب من دنس الاحتلال الحوثي- العفاشي ظهر فراغ سياسي وأمني وعسكري واداري في المحافظات والمناطق الجنوبية المحررة ,سارع الأعداء ووفق خطة مدروسة ومعدة مسبقاً في ملئ هذا الفراغ ومحاولة إعادة انتاج الهيمنة الاحتلالية بوسائل وأساليب وقوى جديدة متمثلة بحزب الإخوان المشهور تاريخياً ببراعته في اقتناص الفرص واستثمار تضحيات ونجاحات الاخرين لصالحه مستخدماً في ذلك جناحه السياسي الحزبي المتغلغل والمسيطر داخل أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة , على مدى ثلاثة عقود كما استخدم أذرعه العسكرية الإرهابية ممثلة بالقاعدة وداعش بدرجة رئيسية وعصابات النهب والسلب والتدمير كجناح إخواني اخر, ويمكن القول ان حزب الاصلاح الإخواني بتشكيلاته السياسية الحزبية والعسكرية الارهابية وأدواته الاعلامية الجبارة ومواردة الضخمة تمكن من اعادة السيطرة على المناطق المحررة باسم القاعدة حيث بدأت تنتشر في هذ المناطق وبشكل غير مسبوق خفافيش الإرهاب بأسلحتهم وعباءاتهم السوداء المشهورة والدالة عليهم, ونجحوا في زراعة الرعب والخوف في الوسط الاجتماعي وظهرت بصماتهم الإرهابية على البوابات والجدران والساحات العامة الملطخة بشعاراتهم وراياتهم السوداء الإرهابية المنادية بإعلان الولاية الإسلامية وأقاموا الحواجز والنقاط وثكنات ومعسكرات التدريب الخاصة بهم داخل المدن والاحياء السكنية المختلفة وفرضوا سيطرتهم وجباياتهم على المرافق الحيوية والايرادية وأنشاءوا المحاكم التابعة لهم, وشاهد العالم عبر مختلف القنوات الاعلامية كيف خيمت الرايات السوداء أجواء العاصمة عدن وبقية الحواضر المدنية في لحج وأبين وشبوة وحضرموت. هذا الوضع الإرهابي المخيف والاستثنائي مثل بداية التحدي العملي أمام المقاومة الجنوبية التي كانت منشغلة ومتفرغة لإنجاز مهمة تحرير بقية الأراضي الجنوبية من مليشيات الحوثي..قبل أن تستكمل هذ التشكيلات القتالية الجنوبية عملية إعادة تنظيم صفوفها وإعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها الوطنية والمهنية وجدت نفسها مرة أخرى أمام عدو جديد أشد فتكاً وخطورة عن سابقة وأمام مواجهة حتمية ومصيرية لا خيار فيها سوى النصر أو الشهادة , ومن هنا كانت البداية لمعركة أخرى كبيرة وطويلة ضد الارهاب دشنت أول فصولها في العاصمة عدن بقيادة محافظها آنذاك اللواء عيدروس الزبيدي ومدير أمنها شلال علي شايع وبدعم وإسناد من التحالف العربي وشهدت معارك قاسية وغير مألوفة بالنسبة للقوات المسلحة الجنوبية التي مازالت في طور التكوين والتخلق ولم تكن معدة او مجهزة لمثل هذا النوع من المواجهة بشكل كافي واستخلصت من شبابنا وجيشنا ثمناً باهظاً وتضحيات جسيمة وخسائر مادية وبشرية كبيرة تمكنت فيها المقاومة والقوات المسلحة الجنوبية من تطهير العاصمة عدن من الرايات السوداء والقضاء على طوابير طويلة من فلول القاعدة وداعش و تنفس الجنوبيون الصعداء.   المعركة مع الإرهاب لم تنتهي ولم تحسم بعد رغم الخسائر والدمار الهائل الذي لحق بهذه الجماعات الإرهابية في قوامها القيادي والبشري وفي بنيتها العسكرية والمادية والتنظيمية واضعافها الى حد كبير.. وفي مثل هذه الظروف والاوضاع الاستثنائية التي يمر بها البلد , نجحت القوات المسلحة الجنوبية من انزال أكبر الخسائر والهزائم بالتنظيمات الارهابية خلال تاريخها في البلد ..الا انه يمكن القول باستحالة القضاء السريع على الارهاب ومصادره في ظل هذه الاوضاع وفي ظل وجود دول وأنظمة عربية وأجنبية و تيارات وقوى سياسية وحزبية يمنية ومراكز نافذه وأعداء كثر للقضية الجنوبية وللشعب الجنوبي ممن يحرصون على إعادة إحياء الجماعات الإرهابية بمسمياتها المختلفه ودعمها وتمويلها واعادة انتاجها واستخدامها كأدوات معاصرة للاستمرار في تدمير الوطن الجنوبي ومقومات استقراره وآمنة وخدماته ونهوضه التنموي يراودهم حلم العودة في احتلال الجنوب مرة أخرى. نجاح العملية العسكرية في تطهير الإرهاب من عدن تكررت ايضاً بوتائر متسارعة في بقية المحافظات بدعم وإسناد غير محدود ولا ممنون من قبل الأشقاء الإماراتيين وبقية دول التحالف الذين كانوا شركاء اوفياء ومخلصين لشعب الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية في كل معاركها لتحرير الوطن الجنوبي من الاحتلال الحوثي عفاشي ومن ثم تطهيرها من فلول الجماعات الإرهابية.  
  • معركة استهداف حواضن وفقاسات الإرهاب:-
  المعارك التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية اليوم في العديد من المحافظات الجنوب والتي كان آخرها في شبوة و ابين تأتي في السياق العام والمتواصل للحرب على الجماعات الإرهابية التي اعيد تجميع وتنظيم فلولها وتسليحها في اكبر عملية اعادة البناء للجماعات والتنظيمات الارهابية، حيث جري تنفيذها تحت عباءات ومظلة وشعارات الاخوان وداخل تشكيلات ومعسكرات المليشيات الإخوانية أو ما يسمى بجيش الوطني الموالي لجماعة الاخوان كالمنطقة العسكرية الاولى.     النجاحات التي حققتها عملية سهام الشرق, وسهام الجنوب وما افرزته من معطيات ونتائج سياسية واجتماعية ووطنية وعسكرية مثمرة ومتميزة , تشكل رافد ومصدر قوة جديدة لاستمرار معارك القوات المسلحة الجنوبية ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية دون هوادة حتى تستكمل تطهير بقية المحافظات وبالذات وادي حضرموت والمهرة اللتان تعتبران بكل المعايير القلاع الحصينة لحزب الاصلاح الاخواني والوكر الاكبر للجماعات الإرهابية التي ما برحت تنشط تحت مسمى الجيش الوطني الذي عرته وكشفت حقيقته الأحداث والتطورات خلال السنوات المنصرمة , واكدت انه يفتقر لأبسط مقومات الجيوش الوطنية ما عدى التسمية وأنه مجرد تشكيلات وهمية لا وجود لها على ارض المعركة ..والادهى من ذلك انه مجرد فقاسات اخوانية لتفريخ الجماعات الإرهابية وحمايتها وتمويلها وتسليحها والانفاق عليها باسم الجيش الوطني والحرب ضد الحوثيين .   * نجاحات ذات اهمية قومية:-   معركة القوات المسلحة الجنوبية ضد التنظيمات الإرهابية تتجاوز بأهميتها وأبعادها وآثارها الايجابية الدائرة الوطنية نحو أبعاد قومية ودولية كبيرة لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار جملة من الحقائق والمعطيات الرئيسية التالية:-   أن التنظيم الإرهابي القاعدي والداعشي في اليمن يحتل مكانة متقدمة في التقييم والتصنيف الدولي الخاص بخطر الجماعات الإرهابية على الصعيد العالمي, وهذه الخطورة لا تقتصر من خلال الأعمال والجرائم الدولية الإرهابية التي شهدها العالم وكان لتنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية ارتباط مباشر بها من خلال التدريب والتخطيط والتمويل وحتى التنفيذ, الأمر الذي يعني أن انتصار القوات المسلحة الجنوبية ودول التحالف في حربها ضد الإرهاب واي نجاحات تحققها في أضعاف الجماعات الإرهابية وتدمير بنيتها التحتية وتفكيك خلاياها وشبكاتها الإرهابية وقنوات ومصادر تمويلها هو في المحصلة النهائية نجاح في الحرب الدولية على الإرهاب واسهام مباشر في الحد او التقليل من خطر الإرهاب وأثر الجماعات والتنظيمات الإرهابية على مستوى المنطقة والعالم. الحقيقة الثانية مرتبطة بالأهمية الجوسياسية والاقتصادية والأمنية لموقع الجنوب الذي ظل على الدوام محور اهتمام الجماعات والتنظيمات الإرهابية والقوى اليمنية التي تقف وراءها وجواد رهانها على استثمار جغرافية الجنوب العربي في استهداف وزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة رخوة كشرق افريقيا والقرن الافريقي وباب المندب التي تعاني الكثير من دولها التخلف والفقر والصراعات البينية والحروب الأهلية وهي عوامل وبيئة مواتية لتفريخ وصناعة الإرهاب والجماعات الإرهابية. القوات المسلحة الجنوبية بحربها على الإرهاب من شأنها أن تسهم ايضاً في اضعاف وانهاك فروع التنظيم الدولي للإرهاب الداعشي والقاعدي في بقية دول المنطقة التي تجمعها قيادة عليا واحدة وترتبط مع بعضها البعض بقنوات تعاون وتكامل وتنسيق مشترك يمثل تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب احد محاورها الرئيسية. تتجلى الاهمية والابعاد الاقليمية والدولية لهذه النجاحات من خلال تجفيف احد اهم المصادر والروافد البشرية للجماعات الارهابية في المنطقة , وبالذات اليمن الذي ظل على الدوام يمثل اهم المخزونات والروافد البشرية الذي يعتمد التنظيم الدولي للإرهاب القاعدي عليه وهذا ما كشفته ملفات التحقيق مع العناصر الإرهابية التي تم ضبطها في العديد من الدول العربية والمنطقة .