آخر الأخبار

بالتزامن مع الذكرى الـ 51 للجيش الجنوبي: أبطال كَتب عنهم التاريخ بالأمس وسيُكتب غداً وإلى الأبد بلا توقف

درع الجنوب – أصيل محمد

 

بالتزامن مع الذكرى الـ 51 للجيش الجنوبي، التي تأتي في ظل انتصارات جسيمة يسطرها منتسبي القوات المسلحة الجنوبية على ربوع وطننا الجنوبي، معلنا استمراره في مكافحة فلول الجماعات الإرهابية والجماعات الخارجة عن القانون، وبينما نحن نحتفى بهذه الذكرى التليدة نستقبل خبرا مفاده ارتقاء أحد منتسبي القوات المسلحة الجنوبية وعدد من مرافقيه بعملية غادرة استهدفت مركبته العسكرية أثناء تأديته لواجبه الوطني، الأمر ذاته في العديد من المحافل الوطنية التي بجسد فيها أبطالنا الميامين بدمائهم الزكية أنصع الملاحم البطولية في مختلف الجبهات على امتداد الجغرافية الجنوبية..

 

في هذه الذكرى الوطنية للجيش الجنوبي وبدون مقدمات أخذ بي شعور مفاجئ، داهمني إحساس طارئ بالمهابة عاد بي الى الأمس حيث الجيش الجنوبي، حيث التاريخ حيث #الشهداء الذين فارقونا في مثل هذا التوقيت صاعدين نحو السماء لأجل أن نحظى باحتفاء آخر وفسحة من حياة لا تخضع لعُرف السلالة ولا لقانونها الهجين، سألت نفسي السؤال ذاته الذي يتكرر مع كل ملحمة يخطها الشهداء بدمائهم، ترى ما الذي يدفع هؤلاء للتضحية بأغلى شيء يملكونه في بلد لم يعد فيها من شيء غال سوى الشرفاء أمثالهم الذين لم تتلطخ أرواحهم بلوثة الإرتهان أو التبعية لأحد سوى الله والوطن الجنوبي الكبير؟!

 

أي إحساس نبيل يكتنزه هؤلاء الأبطال وأي أرواح عظيمة تجعلهم يسكبون دمائهم دونما تردد فيما غيرهم آمنين في بيوتهم؟ ربما ولكثرة من ودعنا من الشهداء الجنوبيين باتت أخبار “ارتقاء شهداء، وإصابة جرحى” أخبار مجردة نستقبلها في نشرات الأخبار ومواقع التواصل بقليل من الحزن ثم ما نلبث أن ننسى، لكن في الحقيقة ليس من السهل ابدًا أن تقابل الرصاصة التي يتفاداها غيرك بقامة منتصبه وابتسامة رضى، وأن تحارب لعشر ساعات في عز الليل تحت وابل من القذائف والرصاصات الحارقة، وجهًا لوجه مع أعداء البلاد، وقطعان القتلة الذين يحيطونك من كل اتجاه دون أن تعز عليك روحك أو يغلب عليك حبك لحياتك الخاصة، ورغبتك في العيش وطمعك بالبقاء، تلك اللحظة هي أصعب مافي الحرب، لحظة انتصار قيم التضحية ومشاعر الوطنية على نزعة الـ أنا البشرية الشخصية!

 

أسأل نفسك أنت، لماذا لم يفكر الشهداء من أبطالنا الذين رحلوا بالأمس لأجلنا نحن- لماذا لم يفكروا بأطفالهم وزوجاتهم وأسرهم وحياتهم الخاصة، ذلك الشهيد الذي لم يتزوج كيف تخلى ببساطة عن حلمه ورغبته في الزواج من فتاة أحبها وهو الذي لطالما حملها في أعماق قلبه كما يحمل بندقيته التي لا تفارقه، بل قل لي أي شجاعة هي التي تجعلهم يذهبون في سباق نحو رصاصات الغزاة دونما خوف أو فزع خطوة بخطوة وكتفًا لكتف ؟!

 

لا يمكن إلا أن يكون الشهداء قد استأثرهم الله حين نفخ فيهم من روحه بشيء الخصوصية دون بقية البشر، تلك هي القناعة التي خرجت بها- وإلا كيف لهم أن يكونوا بهذا السمو في زمن يغرق في الوضاعة والدونية، وأن يكونوا بهذا القدر من الثراء في الوطنية، وهم ذاتهم من يشاركوننا عصر سادت فيه العمالة والارتهان، من أين لهم رصيد الشجاعة التي تغمر بلاد بأسرها، في عهد يتناسل فيه الجبناء والأوغاد كل يوم.

 

جميعنا ندعي الوطنية، نتغنى بحب وطننا الجنوب صباح مساء، نكتب عن تراب الوطن، وفي أحسن الأحوال نبكي على حاله ونتألم، لكن لا أحد يصدُّق في حبه سوى الشهداء، الكل يتقن تمثيل الإنتماء للوطن والتظاهر به، وحدهم الشهداء يخلصون من أول نفس وحتى آخر طلقة.

 

طال عمر الحرب مع المليشيات، حينما استخدمت الجماعات المارقة في ذلك الوقت المحسوبة على ما يسمى بالجيش الوطني، مهزلة لعبة فاشلة، حتى أنه لم يتبقى أحد منهم لم يُظهر يأسه أو يجاهر بإستسلامه، وفي غمرة غرقنا في اليأس وكفرنا بنضالهم الذي طال، يُشرق منتسبو الجيش الجنوبي، و يُطلوا علينا من الأعلى ليخبرونا أن أصحاب الحق ورجال المبادئ، والمناضلون الصادقون لا تصدأ أرواحهم وأن القضية التي حملتها بنادقهم وحرستها أرواحهم قضية مقدسة استحقت أن يجعلوا ارواحهم واجسادهم روافع ومداميك لبقائها وانتصارها وأنعم بها من قضية حوتها قلوبهم وأرواحهم ..

 

بالتزامن مع الذكرى الـ 51 للجيش الجنوبي، وبينما أبطالنا يسطرون الملاحم البطولية ويرتقون في سبيل ذلك شهداء دونما أية تسويف أو تردد في سباق وطني صادق، لم يكن مني إلا أن أخرجت هذا الشعور الذي اعتراني على هيئة نص كتبته بلا توقف ودونما مراعاة لقواعد الإملاء وتوقيت النشر أو انتباه لسلاسة السرد وسلامة اللغة لأن لغة الكلام ذاتها قاصرة وعاجزة أمام أبجديات التضحية وبلاغة ما يكتبه الشهداء من مجد.

 

جيشنا الجنوبي الجبار: نحن دونكم لا شيء أيها الكبار، كتبتم تاريخ الغد وتسطرون تاريخ اليوم اليوم بذات الوتيرة، ومثلما كتب عنكم التاريخ بالأمس سيكتب عنكم التاريخ غدًا والى الأبد بلا توقف…

تابعونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى