فريق نزع الالغام والتعايش مع الخطر المميت

  درع الجنوب- قائد منصور المتخصصين بالالغام وبالذات العاملين منهم في مشروع نزع الالغام يدركون اكثر من غيرهم خطورتها وما تشكله من تهديد واقعي ومباشر على حياتهم لاسيما اذا اخذنا بعين الاعتبار ان هناك الغام مخصصة للقضاء على فريق نزع الالغام وهي الغام تفجير عن بعد سلكية او لاسلكية والغام مزمنة وغيرها من التمويهات والشراك الخداعية المتخصصة للنيل من فريق الالغام حيث فقد الوطن الكثير من هؤلاء الابطال المخلصين ورغم ذلك يواصلون جهودهم الوطنية والانسانية في العمل على نزع آلآف الالغام المتعددة وظائفها ومخاطرها، والاخطر من ذلك اساليب زراعتها ونشرها من قبل المليشيات الحوثية وخبراء حزب الله اللبناني بطرق واشكال مدروسة بعناية فائقة لبقائها اطول فترة زمنية ممكنة وإلحاق اكبر قدر من الاضرار ليس فقط بالعسكريين ولكن بالمواطنين من سكان هذه المناطق الريفية والزراعية ومناطق المراعي والطرقات والمدارس ووضع سكان هذه المناطق بين خيارين احلاهما مُـر اما الموت المباشر بفعل هذه الالغام او تعطيل تحركاتهم ونشاطهم الاقتصادي والزراعي والموت جوعاً. ان الالغام ونظراً لخطورتها اثناء الحروب ومابعدها، قد وضعت لاستخداماتها ضوابط وتشريعات واضحة متفق عليها بين مختلف الدول منها: 1- عملية زراعة الحقول تكون معروفة خرائطها وحدودها ومواقع انتشارها بالنسبة للطرف الذي يقوم بزراعتها حتى يتم التخلص منها وانتزاعها بعد انتهاء وظيفتها في المعركة وبعد انتهاء الحرب بالاضافة الى التحريم الكلي لزراعة الالغام المضادة للافراد . 2- ان يتم ابلاغ السلطات المختصة المدنية والعسكرية بحقول الالغام وتطويق المناطق التي تقع فيها هذه الحقول وتحريم دخولها او ممارسة اي عمل او نشاط اقتصادي او زراعي فيها حتى يتم الاعلان رسمياً عن تطهيرها وفق الخرائط الخاصة بزراعتها. ما حصل في بلدنا ان المليشيات الحوثية والخبراء الاجانب ( اللبنانيين- الايرانيين) قد عمدوا منذُ بداية الحرب الى انشاء الورش والمصانع الخاصة بتصنيع وانتاج مئات الالآف من الالغام والمتفجرات المتعددة استخداماتها وابدعت كثيراً في تطوير طرق واساليب اخفائها وتمويهها بحيث يستحيل على المواطن العادي اكتشافها او تجنبها، الامر الذي ضاعف من ارتفاع حجم الضحايا من الاطفال والنساء بسب هذه الالغام التي ستظل بالنسبة لنا مشكلة عويصة لعقود قادمة من الزمن، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان مخلفات الحرب العالمية الثانية من الالغام والمتفجرات لا زالت تشكل خطراً وتهديداً في بعض دول العالم حتى اليوم.